اضغط مفتاح الإدخال للتخطي إلى المحتوى

تقنيات الحركة والتوجه للأشخاص المكفوفين، الجزء الرابع

الأدوات المساعدة في الحركة والتوجه

الأدوات التقنية التي تساعد المكفوفين على الحركة والتنقل أو ما يطلق عليها (mobility aids) عادةً ما توفر معلومات مفيدة خاصة بتحديد الاتجاه الصحيح أو تسهيل التنقل، ومن الممكن أيضا تقسيمها لقسمين رئيسيين طبقا للمعلومات التي تقدمها:

  • الأجهزة الأكثر شيوعا يتم استخدامها كمساعد حركي في اكتشاف العراقيل، هذه الأجهزة عادةً ما توفر معلومات منخفضة الدقة حول البيئة القريبة المحيطة بالشخص.
  • القسم الثاني من الأجهزة يحاول إيصال معلومات أكثر شمولية خاصة بنطاق أوسع من البيئة، ويطلق عليها متصورات بيئية لإنها تحاول أن تحل محل البصر في نقل الصورة المحيطة.

العصا البيضاء وكلب الإرشاد:

هما من أكثر طرق الحركة والتوجه شيوعا، فالعصا هي أداة ميكانيكية طويلة تستخدم عادةً في العثور على العقبات التي قد يصطدم بها الكفيف واكتشاف درجات السلم أو النزلات التي قد تواجهه في طريقه، أو حتى كأداة رمزية لتوضح للآخرين أن حاملها فاقد للبصر. وعلى الرغم من أن الإتصال المباشر مع العصا محدود بالمسافة القصوى التي تستطيع الوصول إليها، إلا أن مداها الفعال في اكتشاف العقبات الكبيرة يزداد بفضل تلميحات صدا الصوت الناتج عن النقر بها على الأرض.

أما كلب الإرشاد فيستطيع القيام أيضا بكثير من الوظائف التي تقوم بها العصا البيضاء، إلا أن التنقل باستخدام الكلب قد يكون أكثر كفاءة، وذلك لقدرته على اتخاذ طرق مباشرة من بين الأشياء بدلا من اتباع الحواف، كما أن الحركة مع الكلب تقلل كثيرا من الانحراف عن المسار خصوصا عند عبور الشوارع أو أثناء الحركة بالأماكن المفتوحة الكبيرة. ولكن يبقى أن للحركة باستخدام العصا أو الكلب جوانب قصور لا يمكن إغفالها، فقدرتها قاصرة على اكتشاف العقبات القريبة والثابتة، وليس لها القدرة على اكتشاف العراقيل المتدلية من أعلى، كما أنها لا توفر أي معلومات حول الاتجاه المسلوك وموقع المستخدم الحالي. ولكن تبقى أدوات التقنية المساعدة وسائل مكملة لاستخدام العصا أو الكلب وليست بديلاً كاملا عنهما.

الأجهزة المعتمدة على السونار:

تساعد الأجهزة العاملة بأشعة السونار المستخدِمين على الكشف عن العقبات في وقت مبكر عن اكتشافها باستخدام العصا البيضاء، ولكن يمكن الإعتماد عليه فقط كجهاز مُكمّل حيث أنه لا يستطيع اكتشاف الحُفر. ويرسل نظام السونار نبضات بالموجات فوق الصوتية التي لا يمكن سماعها أو الشعور بها، وترتد هذه النبضات مرة أخرى إلى جهاز السونار مما يسمح له بتحديد بُعد الشئ الذي ارتدت عنه النبضة. وعادة ما تستخدم خاصية الاهتزاز للدلالة على اتجاه ومسافة الأشياء المكتشفة. ويوجد العديد من أنماط أجهزة الحركة المعتمدة على تقنية الموجات فوق الصوتية تلك.

مزايا أجهزة السونار

  • كونها قادرة على توسعة المجال الإدراكي للكفيف من متر واحد إلى عدة أمتار.
  • تحذر من العقبات المرتفعة التي لا يمكن للعصا التقليدية والكلب اكتشافها.
  • لا تتطلب تركيب أو صيانة من قبل جهة خارجية إذ أنها سهلة الحمل والتشغيل.

    عيوب أجهزة السونار

    • لا تكاد تكون مفيدة في الأماكن المزدحمة بسبب أن الإشارة تصبح عرضة لإمداد المستخدم بمعلومات خاطئة غير دقيقة.
    • تحتاج الأجهزة المعتمدة على تحويل الموجات إلى صوت مسموع إلى تشغيل صوت بشكل مستمر، والمكفوفون يعتمدون أساسا في تحركهم على الاستماع لأصوات البيئة المحيطة، الأمر الذي يجعل منها مشتتة للذهن أكثر من كونها معينة على الحركة.
    • هناك أيضا مشكلة متعلقة بالفترة المطلوبة لتعلمها وإتقان استخدامها، فمنحنى التعلم لها، وخصوصا تلك التي تعتمد على الصوت، يكون بطيء جدا ويحتاج لفترات تدريب طويلة.
    • ارتفاع أسعار تلك الأجهزة.

    GPS

    نظام تحديد المواقع العالمي GPS هو عبارة عن شبكة مكونة من 24 قمر صناعياً تتم إدارتها من قبل القوات المسلحة الأمريكية وتهدف إلى إمداد الشخص بمعلومات عن موقعه الحالي في أي مكان في العالم تقريبا أثناء التنقل خارج المباني. وتندرج نظم الملاحة المعتمدة على GPS تحت قسم مساعدات تحديد الاتجاه إذ أن الأقمار الصناعية توفر معلومات يتم تحديثها أولا بأول حول الموقع الحالي للشخص، وتستخدم تلك النظم سلسلة من إشارات GPS لتحديد الإتجاه أثناء الحركة. ولكن من المفترض أن يتم استخدام تلك النظم كأداة مساعدة لأدوات الحركة التقليدية، وذلك نظرا لعدم دقة إشارات gps والتي توفر المعلومات الموضعية بدقة قد تختلف من متر واحد إلى عشرة أمتار. وعلى مدار السنوات الماضية، تم تطوير العديد من حلول التنقل باستخدام gps متوافقة مع المعاقين بصريا، شملت تطبيقات على أنظمة الهواتف والأجهزة اللوحية وتطبيقات لمفكرات برايل وأجهزة ملاحة مستقلة.

    مزايا GPS

    وسواءا استُخدِمت تقنية GPS كأداة لإستكشاف الطريق قبل التحرك أو كأداة توجيه أثناء الحركة، فإن المعلومات التي توفرها من المفترض أن تحسن أداء المكفوفين على صعيد التوجه وتزيد ثقتهم بأنفسهم وتعزز فرصهم في التنقل باستقلالية وأمان، وهذا لأنه ليس بمقدور أي تقنية أخرى توفير معلومات شمولية مثل أجهزة GPS وكما سبق يتضح إن الحركة في الاتجاه الدقيق تمثل أحد أكبر الصعوبات التي يواجهها المكفوفون، لذا فإن من المحتمل أن تكون تلك الأجهزة قادرة على التعامل مع هذه المشكلة التي لم تستطع التقنيات الأخرى حلها.

    عيوب GPS

    • على الرغم من أن التطبيقات المشغلة لها قد لا تكون مكلفة، إلا أن الأجهزة التي تعمل عليها تلك التقنيات غالبا ما تكون باهظة الثمن، كأجهزة مفكرات برايل.
    • قد يتحتم على المستخدم شراء تحديثات الخرائط من فترة لأخرى لتكون البيانات لديه مطابقة لتغييرات المواقع الحديثة.
    • دقة تقنية GPS ليست كافية لتحديد المكان المقصود بدقة متناهية، فهي غالبا ما تعطي الموقع التقريبي للمكان ولكنها ليست قادرة على الإرشاد لمدخل المبنى مثلا.
    • غير قادرة على تنبيه المستخدم لوجود عقبات أو أجسام متحركة في طريقه، لذا فليس بإمكانها أن تحل محل التدريب الجيد على الحركة والتوجه.
    • هناك مخاطرة متعلقة بالأخطاء التي غالبا ما توجد بالخرائط، كأن يكون اسم الشارع خاطئا أو كأن يحاول النظام قيادة الشخص من طريق غير موجود أو أكثر خطورة من الطريق الطبيعي.
    • تلقي إشارات من مصادر خارجية، فإن هذه الإشارات عرضة للانقطاع أو الفقدان خصوصا في الأماكن النائية أو بين المباني الشاهقة، الأمر الذي قد يؤدي للمخاطرة بسلامة المستخدمين.

    ← Previous Article
    Next Article →