المعينات البصرية — عدسات الكاميرا
استخدام عدسات الكاميرا في عملية الحركة والتوجه للمكفوفين يعد تطورًا مهمًا في مجال التقنيات المساعدة. حيث أصبحت المعالجة السريعة والمباشرة للصور بفضل المعالجات المتطورة أمراً حيوياً يستطيع إمداد الشخص الكفيف بالمعلومة بشكل مباشر وسريع. فقد أصبح من الممكن حالياً الاعتماد على الكاميرات في مهام مثل:
- قراءة لافتات الشوارع والإشارات: تستطيع الكاميرا التقاط صور للافتات الشوارع وإشارات المرور وترجمتها إلى معلومات صوتية، مما يساعد الشخص الكفيف على معرفة موقعه وتنظيم حركته في الشوارع.
- التعرف على المعالم المهمة وحفظ المسارات: يمكن برمجة الكاميرا للتعرف على المعالم المهمة مثل أبواب المباني، أو أجهزة الصراف الآلي، وإبلاغ المستخدم عندما يقترب منها. كما يمكنها أيضا تسجيل طريق ما وإعادة إرشاد الشخص الكفيف خلاله عند الحاجة.
- تقدير المسافات: باستخدام تقنيات معالجة الصور، يمكن للكاميرا تقدير المسافات بين المستخدم والأشياء المحيطة، مما يساعد في التنقل بدقة أكبر.
- اكتشاف الأبواب والعوائق: تساعد الكاميرات في تحديد مواقع الأبواب وبعض العوائق في الطريق، مما يسهل على المكفوفين تجنب العقبات والعثور على المداخل والمخارج.
- مكالمات الفيديو للمساعدة: يمكن استخدام الكاميرات لإجراء مكالمات فيديو مع أشخاص مبصرين للحصول على المساعدة في التوجيه أو قراءة المعلومات المرئية.
- التعرف على الوجوه: تساعد تقنية التعرف على الوجوه المكفوفين في تحديد هوية الأشخاص المحيطين بهم، مما يسهل التفاعلات الاجتماعية.
- تقييم مستويات الإضاءة: تساعد الكاميرات في تقييم مستويات الإضاءة في البيئة المحيطة، مما قد يكون مفيدًا للمكفوفين الذين لديهم بقايا بصر أو حساسية للضوء.
أبرز التطبيقات للمساعدة عبر الكاميرا
-
Be My Eyes
- يربط المكفوفين بمتطوعين مبصرين عبر مكالمات فيديو.
- يستخدم الكفيف كاميرا هاتفه لعرض ما حوله، ويقوم المتطوع بوصف المشهد أو قراءة النصوص.
-
Seeing AI (من مايكروسوفت)
- يقوم بقراءة النصوص القصيرة والمستندات.
- يتعرف على العملات النقدية.
- يصف المشاهد والأشخاص.
- يتعرف على المنتجات عبر الباركود.
-
Aira
- يوفر خدمة وكلاء بشريين متاحين على مدار الساعة لمساعدة المكفوفين.
- يستخدم الكاميرا لتوجيه الكفيف في التنقل والتسوق وغيرها من الأنشطة اليومية.
-
Oko
- يساعد المكفوفين في التنقل داخل المباني باستخدام تقنية الواقع المعزز.
- يستخدم الكاميرا لتحديد الموقع وتوجيه المستخدم إلى وجهته داخل المبنى.
-
Clew
- يستخدم تقنية التتبع البصري لمساعدة المكفوفين في العودة إلى نقطة البداية بعد التنقل.
- يسجل المسار الذي يسلكه المستخدم ويوجهه للعودة باستخدام التعليمات الصوتية.
-
TapTapSee
- يلتقط صورًا للأشياء ويقوم بتحديدها ووصفها صوتيًا للمستخدم.
-
Envision AI
- يقرأ النصوص بلغات متعددة.
- يتعرف على الوجوه والألوان.
- يصف المشاهد.
-
Google Lookout
- يساعد في التعرف على الأشياء والنصوص في البيئة المحيطة.
- يوفر وضعًا للاستكشاف يصف الأشياء في مجال رؤية الكاميرا.
-
Color ID
- يساعد في تحديد الألوان بدقة، مما يفيد في اختيار الملابس وتنسيقها.
مثال خارج الصندوق
أحد الاستخدامات المبهرة للكاميرات تطبيق The vOICe لصوتنة الصور والفيديو والذي يطوره الفيزيائي الهولاندي بيتر مير، وهو يعد أحد أبرز النماذج المتاحة حاليا، ويعتمد على تحويل الصور إلى أبعاد صوتية تسمى (seeing with sound)أي الرؤية بالصوت. يعمل هذا التطبيق على تحويل الصور الحية التي تلتقطها عدسة الكاميرا إلى أصوات مسموعة ثلاثية الأبعاد مطابقة للصورة، ويجب الاستماع إلى هذه الأصوات عبر سماعات ستيريو تثبت على الرأس. تعتبر هذه التقنية إحدى بدائل الرؤية التي تستخدم مجموعة أساسية من قواعد ترجمة الصورة إلى صوت بهدف تحويل المدخل البصري إلى مخرج سمعي. فمثلا، يتم تمثيل المحور الأفقي للصورة بالزمن، فالمستخدم مثلا يستمع إلى الصورة أثناء مسحها من اليسار إلى اليمين بمعدل لقطة واحدة في الثانية، والمحور الرأسي يتم تمثيله من خلال حدة الصوت، فإذا كانت حدة الصوت أعلى دل ذلك على الارتفاع في الصورة المرئية، وأخيرا يتم تمثيل درجة السطوع بعلو الصوت، فكلما كان الصوت أعلى كان ما بداخل الصورة أكثر سطوعا، فالأسود يكون صامتا تماما والأبيض يتمثل في أعلى مستوى للصوت، هذا بالإضافة إلى القدرة على التحكم في الاستماع لخصائص أخرى بالصورة. ميزة هذا التطبيق التجريبي أنه مجاني ومن الممكن استخدامه على أجهزة الكمبيوتر والجوالات لأخذ خلفية عن الصور المعروضة، وكذلك استخدامه لصوتنة البيئة المحيطة عن طريق تسليط الكاميرا على ما يواجه الكفيف من عراقيل.
بإمكان هذا النظام نظريا تحسين عملية التنقل والتوجيه عن طريق اكتشاف ما قد يواجه الكفيف في طريقه ونقل صورته له، ولكن إلى الآن لم يتم إجراء دراسات موضوعية للتحقق من أن المكفوفين قادرين على تعلم هذا الأسلوب في الاستماع للصور بسهولة. فلو كان من الممكن استخدام هذا النظام بشكل مفيد، فسيتطلب ولا شك مراحل تعليم وتدريب شاقة للمكفوفين ، كما أنه يحتاج إلى استهلاك الكثير من الطاقة الذهنية للفرد لتحليل ما يستمع إليه، الأمر الذي سيؤدي إلى تشتيت الانتباه أثناء الحركة وعدم التركيز على البيئة المحيطة مما يؤدي إلى الإخلال بمبدأ التنقل الآمن.