لربما لا يحمل هذا المقال الكثير من المواساة المألوفة لذوي الإعاقة بل يحمل رسالة عتاب، وتساؤل، لماذا قبل الكثير منكم بوضعه الراهن؟ ولماذا لم يبادر بالخروج بعد؟
ومن خرج لماذا لم يبادر بتطوير نفسه وتقديمها للمجتمع بعد؟
لم يعد كافيا أصدقائي أن ننكفيء على أنفسنا، ونتحدث عن مشاكلنا لبعضنا، ولم يعد كافيا كذلك أن نحدث المجتمع عن مشاكلنا، أو إنجازاتنا، بل المهم أن نخبر المجتمع أننا نحس به، ونفهم ما يجري، ونشارك فيه، نسعى للمشاركة، ونعبر عن أنفسنا، وعن مشاغلنا الخاصة، والعامة.
لا تتوقعوا أصدقائي ذوي الإعاقة أي سؤال يواسي، بل توقعوا الأسئلة التي لا تريدون الإجابة عنها، لماذا لم تشاركوا في الفعاليات الثقافية، أو المؤتمرات العلمية، أو حتى الفعاليات العامة، لماذا اكتفيتم بالتفرج، أو الوقوف على حافة الفعاليات، المجتمع لا يحجز مقاعده الأولى إلا لمن يجتهد في الوصول.
ربما ترسم الإعاقة حاجزا، لكنها ينبغي أن تكون حافزا للتحدي، إذ لم تعتقد أنها كذلك، فقد حكمت على نفسك بالحبس الانفرادي، دون أن تدرك، ودون أن تفكر، لماذا تبقى في قوقعة، اخرج أنت، وأظهر نفسك سيقبلك الكل.
ثق في ذلك.