مقدمة
التقيتُ مؤخراً في الدوحة بفريق من الشباب العربي الواعد الذي يعمل على تطوير جهاز برايل ذو خلية واحدة يسهل حمله واستخدامه، وهو ما قد نسرد بعض الشيء عنه في مقالة قادمة. وأثناء بحثهم عن أجهزة قد تكون مشابهة لمنتجهم في الفكرة، حصلوا على ساعة Dot الذكية، لكنهم وجدوا أن خلايا برايل المستخدمة بها تختلف عن تلك التي يعتمدون عليها في منتجهم، لذا قرروا الاستغناء عنها مؤقتاً لي، الأمر الذي منحني فرصة اختبارها لأسابيع قليلة وتكوين شيء من الانطباع المبدئي عنها، وهو ما أنقله لكم في الأسطر التالية.
لا تعتبر التقنيات التي يمكن ارتداءها بالأمر الجديد في مجال التقنيات العامة أو حتى التقنيات المساعدة، فقد بدأت في الانتشار الواسع منذ فترة ليست بالقصيرة، وتتراوح استخداماتها لتقدِم حلولاً مختلفة بأسعار متفاوتة. فما بين النظارات الذكية التي تحاوِل إمداد المكفوفين بمعلومات بصرية ثرية مثل أوركام، أو الأساور الرياضية مثل فِتبِت، وأجهزة الاستشعار الخاصة بالمكفوفين مثل سونو باند، والساعات الذكية مثل ساعة أبل، تتفاوت الأسعار والاستخدامات والمزايا وحتى مستويات سهولة الوصول. لكن موضوع هذه المراجعة يختلف كثيراً عن تلك الأجهزة، فهي بمثابة إضافة فريدة إلى عالم الأجهزة القابلة للارتداء.
تحتوي هذه الساعة كورية الصُنع على سطر برايل بسيط مكوَّن من أربع خلايا، يمكنها الاتصال بالأجهزة العاملة بنظامَي iOS وأندرويد، الأمر الذي يسمح بالاطلاع على الإشعارات الواردة لتلك الأنظمة عبر الساعة، كما تحتوي على نمط خاص يتيح الاستخدام المحدود لبعض مزايا الساعة بنمط لمسي خاص دون معرفة برايل. سأُرَكِّز في هذه المراجعة على استخدام Dot Watch كجهاز مصاحب للهواتف الذكية، إلا إذا أشرت إلى عكس ذلك، كما أن المعلومات الواردة في هذا المقال تنطبق على الجيل الثاني من المُنتَج المعروف باسم Dot Watch 2، مع ملاحظة أن الجيل الأول من الساعة قد تم التوقُف عن بيعه ودعمه في شهر يونيو 2018.
وصف الساعة
إطار الساعة دائري، مصنوع من الألومينيوم الصلب، يبلغ قطره حوالي 43 ميليمتر، وهي تقريبا في حجم ساعة أبل، لكن بأبعاد مختلفة نوعا ما. عند ارتداء الساعة في المعصم اليسار، اجعل أزرارها متجهة إلى جهة أصابع اليد وليس إلى جهة الكتف. في هذه الوضعية، ستستطيع التعرف على زرَّين بالجانب الأيمن من الساعة، يتوسطهما التاج الرقمي وهو زر مرتفع دائري الشكل يمكن لَفُّه باتجاه عقارب الساعة أو عكس عقارب الساعة للتنقل بين العناصر. أما الزر الأقرب إليك فهو زر home المسؤول عن تشغيل وإيقاف الساعة والعودة للقائمة الرئيسية، في حين أن الزر البعيد عنك هو زر “select” وهو مسؤول عن اختيار العناصر وتنشيط الساعة من وضع السكون بالإضافة إلى وظائف أخرى.
وجه الساعة أملس وعليه غطاء واقي لحماية خلايا برايل من أي مواد خطرة قد تدخل إليها. وفي منتصف وجه الساعة، بالضبط، توجد الخلايا الأربعة متباعدة قليلا عن بعضها البعض. يوجد أيضا على وجه الساعة مستشعرين لمسيَين غير محسوسين، يوجدان تحت الخلية رقم 2 والخلية رقم 3. يتم استخدام هذين المستشعرين لتمرير خلايا برايل للخلف وللأمام، يعني هذا أنك إذا انتهيت من قراءة محتوى الخلايا الأربعة المعروض أمامك، قم باللمس السريع أسفل الخلية الثالثة للانتقال إلى الأربع خلايا التالية، أو قم باللمس أسفل الخلية الثانية للانتقال إلى الأربع خلايا السابقة. يتم فصل الخلايا عن المستشعرات بخط طولي لتسهيل تحديد مكانهما.
سوار المعصم الذي يأتي مع dot watch أنيق جدا، وهو مصنوع من شبكة مغناطيسية يشبه كثيراً سوار الحلقات المغناطيسية الخاص بساعات أبل. يتم تثبيت الساعة على المعصم باستخدام هذا السوار الممغنط سهل الاستخدام.
البدء في تشغيل الساعة
عادةً ما تأتي dot Watch في صندوق بسيط يحتوي على دليل المستخدم مطبوعاً بطريقة برايل، وهو قد يكون نوعاً ما غير مُحَدَّث، لكنه يعطيك خلفية جيدة عن الساعة ووظائفها. يمكنك دائماً مراجعة النسخة الأحدث من دليل المستخدم عن طريق فتحه من تطبيق الجوال المصاحِب أو من على موقع الشركة المصنِعة. كما يُلاحظ أن دليل الاستخدام لا يتوَفَّر باللغة العربية في الوقت الحالي، أعني بذلك الدليل الورقي المرفق مع الساعة وأيضا دليل المستخدم الموجود على موقع الشركة وداخل التطبيق.
تحت دليل المستخدم، توجد Dot Watch مع الشاحن الخاص بها والذي يتصل بباطن الساعة مغناطيسياً. تأتي الساعة مزودة بسوار المعصم مُثَبَّتاً بها لتكون جاهزة للارتداء مباشرةً. يوصي دليل المستخدم بشحن الساعة قبل الاستخدام الأول. يحتوي الشاحن على وصلة دائرية مغناطيسية في أحد طرفيه، وهو الجزء الذي نقوم بتوصيله بباطن الساعة، أي السطح المعدني الذي يكون ملامساً للجلد عند ارتداء الساعة. وفي الطرف الآخر للشاحن، يوجد مقبس USB قياسي يمكن توصيله بأي مصدر طاقة.
ولتوصيل المغناطيس الموجود على الساعة والشاحن بشكل سليم، ابحث أولاً عن التجويف الصغير في باطن الساعة، ثم اشرع في تحسس الطرف الدائري بالشاحن، ستلاحظ أن هناك ثلاث نقاط تشكل حرف لام بطريقة برايل. حاول أن تُلصِق الشاحن بباطن الساعة بالشكل الذي تكون فيه تلك النقاط البارزة بمحاذاة التجويف الموجود بالساعة. إذا لم تكن البطارية فارغة تماماً، فإن الساعة ستهتز لتشير إلى بدء الشحن، أما إذا كانت الطاقة قد انتهت تماماً من البطارية، فستحتاج للانتظار لبعض الوقت حتى تبدأ الساعة في العمل. عندئذ، يمكنك الضغط على زر الشاشة الرئيسية لمدة 3 ثوان لتبدأ بتشغيل الساعة.
عندما تريد بدء استخدام الساعة، اضغط على زر التحديد، ستظهر نقاط براي غير مفهومة على الساعة وستحس باهتزاز سريع. تعمل الساعة بنمطين رئيسيين، هما النمط اللمسي ونمط برايل. النمط اللمسي هو عبارة عن طريقة لتمثيل الأرقام والوقت ابتكرتها الشركة المصممة للساعة ويجب تعلُمها قبل الاستخدام. فمثلا، إذا كانت الساعة الثالثة والنصف، فإن الخلية الأولى ستكون فارغة، بينما ستحتوي الخلية الثانية على 3 نقاط لتمثِل الساعة 3، أما كل نقطة بارزة في الخليتين الثالثة والرابعة فستمثل 5 دقائق. يختلف هذا الأمر نوعا ما عند استخدام ساعة الإيقاف أو المؤقت، لكن دليل المستخدم يشرح هذا الأمر بالتفصيل.
أما نمط برايل، وهو الذي يمكنك من استخدام كل مزايا الساعة، فيعتمد على جداول برايل التقليدية بالتمثيل النقطي المعروف للحروف والرموز والأرقام في خلية ذات ست نقاط فقط. وخلال هذا الاستعراض سنفترض استخدام نمط البرايل دائما باعتباره النمط الأساسي في الاستخدام.
يجب التنبيه هنا إلى أنه من الممكن تحويل الساعة لتناسب الارتداء في المعصم الأيمن، بحيث سيتم قلب الخلايا واتجاه الأزرار بالشكل المطلوب. يتم ذلك بالضغط على زر الشاشة الرئيسية مرتين ثم زر التحديد مرتين، ثم زر الشاشة الرئيسية مرتين ثم الضغط مطوّلاً على زر التحديد، وإذا كان ذلك يبدو معقَّدا، فيمكنك تغيير اتجاه ارتداء الساعة من تطبيق الجوال المصاحب.
الاقتران عبر بلوتوث
قبل الشروع في إقران الساعة بهاتفك الذكي، يجب عليك أولاً تحميل التطبيق الخاص بالساعة. يتوفر هذا التطبيق لنظام iOS ونظام android، فقط عليك التأكد من استخدام التطبيق الخاص بdot watch2 وليس dot watch 1، كما يجب الانتباه إلى أنه حتى تاريخ كتابة هذه المراجعة فإن واجهة التطبيق لا تدعم اللغة العربية. يدعم تطبيق iOS بدءاً من نظام iOs9 وتطبيق أندرويد يدعم من الإصدار 4.4.2، مع ملاحظة أنني في هذه المراجعة سأعتمد على تطبيق iOS، لكن على أي حال يُفترض أن تكون التجربة على النظامين مماثلة لبعضها.
عند فتح التطبيق، سيكون عليك تسجيل حساب جديد في موقع الشركة، بعد ذلك ستكون مستعداً لبدء الاقتران. جميع أقسام التطبيق متوافقة مع قارئ الشاشة سواءً عند الاستخدام بالصوت أو ببرايل، كما أنني وجدت عملية الاقتران سهلة ومباشرة. يمكن الاطلاع على قسم الاقتران بدليل الاستخدام لمعرفة مزيد من التفاصيل. على الرغم من أن هناك طريقة مباشرة لضبط الوقت والتاريخ بالساعة، إلا أنه ستتم مزامنة الوقت آلياً بمجرد نجاح الاقتران.
واجهة تطبيق dot watch 2
عند نجاح التسجيل في الموقع والاقتران مع هاتفك الذكي، ستدخل إلى الواجهة الأساسية للتطبيق الذي يسمح لك بإدارة الساعة والتحكم بها وتخصيص خياراتها. ويضم هذا التطبيق 4 تبويبات:
- my watch: وهي التبويبة الأولى والتي ترحب بك وتسمح لك بالتعرف على نسبة البطارية بالساعة، وتحتوي على بعض المعلومات الأخرى الخاصة بساعتك وحسابك.
- clock: وهي التبويبة التي تسمح لك بإضافة منبهات واختيار تلقي إشعار بالاهتزاز على رأس كل ساعة. إذا أردت استخدام الساعة كمنبه، فيمكنك إضافة منبهات من هذه التبويبة، إذ أن الساعة لن تعمل مع تطبيق المنبه الافتراضي بهاتفك.
- functions: وهي تبويبة تسمح لك باستخدام بعض وظائف الساعة، وهي تحتوي على المزايا الآتية:
- saved messages: خاصية تتيح لك مراجعة الرسائل والإشعارات التي قمت بالاحتفاظ بها من الساعة على جهاز iOS الخاص بك.
- study braille: ميزة تسمح لك بعرض أي حروف أو أرقام تقوم بكتابتها عبر هاتفك على خلايا برايل الموجودة بالساعة. تفيد المبتدئين في تعلُم برايل أو من يريدون معرفة طريقة كتابة رمز ما ببرايل.
- memo: ميزة تسمح لك بكتابة ملاحظة أو تدوينة عبر هاتفك، ومن ثَمّ الاطلاع عليها من الساعة عند الحاجة. قد تكون مفيدة عندما تريد الوصول لمعلومات مهمة بشكل سريع دون الحاجة لاستخدام الهاتف.
- find my watch: ميزة تتيح لك العثور على الساعة عند فقدانها، وذلك عبر تشغيل اهتزازات مستمرة بالساعة حتى تتمكن من إيجادها. يمكنك أيضا العثور على هاتفك إذا فقدته وكنت ترتدي الساعة وكان الهاتف في نطاق تغطية البلوتوث، وذلك بالضغط على زري التحديد والشاشة الرئيسية معاً مرتين متتاليتين لتشغيل صوت واهتزاز بهاتفك.
- settings: هي التبويبة الأخيرة والتي يمكنك من خلالها تخصيص الكثير من الأمور عند تعاملك مع الساعة. جميع الإعدادات التي تقوم بتغييرها يتم تطبيقها على الفور وستهتز الساعة لتأكيد التغيير. أول عنصر بالشاشة يرحب بك ويسمح لك بتغيير إعدادات حسابك وتسجيل الخروج. بعده يوجد عنصر باسم dot watch متبوعاً بآخر 4 أرقام من الرقم التسلسلي للساعة، وهو الذي يتيح لك تغيير معظم إعدادات الساعة، وفيما يلي نذكر أبرزها:
- output settings: لضبط إعدادات المخرجات مثل سرعة التمرير التلقائي وقوة الاهتزاز ومدة وضع الاستعداد.
- display settings: لضبط إعدادات العرض مثل الاختيار بين نمط برايل والنمط اللمسي، وعكس اتجاه الساعة للارتداء في اليد اليمنى، وطريقة عرض الوقت والتاريخ.
- notification settings: للتحكم بعرض الإشعارات بالتبديل بين عرض كافة الإشعارات أو إشعارات المكالمات فقط. يُلاحظ أنه في نظام أندرويد يمكن تحديد التطبيقات التي ترغب في تلقي إشعاراتها على الساعة على وجه الخصوص.
- language settings: لضبط إعدادات لغة عرض برايل المستخدمة. وهنا يمكن إضافة اللغة العربية مع اللغة الإنجليزية بحيث تستطيع قراءة الإشعارات والملاحظات باللغة العربية على الساعة. لكن كما ذكرنا سابقاً فإن واجهة التطبيق ودليل المستخدم لم يتم تعريبهما إلى الآن. وبما أن خلايا برايل بالساعة ذات 6 نقاط فقط، فإن أكواد برايل ثمانية النقاط غير متوفرة بالطبع، كما أن اللغة العربية متاحة بالدرجة الأولى فقط ولا تتوفر باختصارات.
- هناك أيضا بعض العناصر الأخرى لتحديث نظام الساعة والتعرف على المعلومات الفنية الخاصة بها وإلغاء الاقتران في حالة الرغبة بذلك. كما توجد أيضا بعض العناصر بشاشة الإعدادات الرئيسية الخاصة بالتواصل مع خدمة العملاء، وقراءة دليل المستخدم، وتصفح الشرح التفاعلي لبدء الاستخدام، والاطلاع على سياسة الخصوصية.
استخدام الساعة
دعونا الآن نلقي نظرة سريعة حول استخدام الساعة في الحياة اليومية. فعلى الرغم من كوني مستخدماً مخلصاً لساعة أبل، إلا أنني على مدار الأسابيع الماضية حاولت الاعتماد على dot watch كساعة ذكية باستثناء ما يتعلق بأمور الصحة واللياقة البدنية بالطبع، إذ أنها لا تحتوي على أية مزايا مرتبطة بهذا الجانب.
برايل\
تعتمد الساعة على تقنية مختلفة في تصميم خلايا برايل عن تلك المعتادة في الأسطر الإلكترونية المعروفة، فهي قد تكون أقل وضوحاً بدرجة قليلة جدا، كما أن للخلايا صوت مسموع أثناء اختفاءها وبروزها. تتطلب تقنية خلايا برايل تلك عدم لمس الخلايا أثناء تحديث المحتوى. يعني أنه إذا كنت تقرأ إشعاراً على سبيل المثال، فإن عليك أن تقرأ أول 4 خلايا، ثم ترفع أصبعك تماما وتضغط على مستشعر التمرير للأمام، ثم تضع أصبعك مجدداً عند انتهاء ظهور الأربع خلايا التالية لتقرأها. يحتاج التعود على هذا الأمر شيءً من التدريب حتى بالنسبة لقراء برايل المتمرسين.
لقد قمت بضبط مدة التمرير التلقائي على أقصى سرعة متاحة، وأصبح الأمر مقبولاً جدا لدَيّ بعد أن تعودت على هذا الأسلوب في القراءة. إذا لم ترفع أصبعك عن الخلايا أثناء التمرير، فإن بعض النقاط قد لا تظهر وهو ما يسبب إزعاجاً في القراءة، خصوصا في استخدام المزايا التي تتطلب تحديثاً مستمراً للخلايا كالمؤقت أو ساعة الإيقاف. في حالة عدم ظهور بعض النقاط، يمكنك التمرير للخلف ثم للأمام مجدداً وستظهر الخلايا بشكل طبيعي. عادةً ما يتم حل معظم إشكاليات الخلايا بالضغط على زر الشاشة الرئيسية. لكن في بعض الأحيان النادرة تحدث معي ألا أستطيع فهم ما يجري بالضبط على شاشة عرض برايل بالساعة، وهو ما يضطرني إلى مراجعة الإشعار عن طريق الهاتف بدلاً من ذلك.
الإشعارات
عند تفعيل استلام كل الإشعارات، نجحت الساعة في إعلامي بوصول كافة الإشعارات عن طريق الاهتزاز مرتين سريعتين. قم بالضغط على زر الشاشة الرئيسية لإيقاظ الساعة، ثم قم بتدوير التاج عكس اتجاه عقارب الساعة مرة واحدة لتقف على عنصر “noti” الذي يرمز للإشعارات، ثم قم بتنشيطه بالضغط على زر التحديد. اضغط على زر التحديد مرة أخرى لعرض الإشعارات بترتيب زمني عكسي. تعرض الساعة آخر 50 إشعار وصلت للهاتف، لكنني كنت أرغب في نظام أكثر تعقيدا في عرض الإشعارات وتسليمها، كأن يكون هناك إمكانية لضبط أنماط اهتزاز معينة يمكن تخصيصها لتطبيقات معينة، بحيث يستطيع المستخدم التعرُف على التطبيق الذي وصل منه الإشعار بمجرد الإحساس بالاهتزاز. كما سيكون أيضا من المفيد لو تمكن الشخص من تلقي رسائل أو مكالمات أشخاص معينين.
تطبيقات الساعة الداخلية
رغم بساطة هذا الأمر، إلا أن أكثر ما أعجبني بالساعة هو سهولة التعرف على الوقت. اضغط على زر الشاشة الرئيسية لإيقاظ الساعة، ثم المس خلايا برايل لتعرف الوقت الحالي. بدا لي هذا الأمر أسرع بكثير وأكثر سلاسة وخصوصية، حتى أكثر من تفسير وعد الاهتزازات الطويلة لساعة أبل. فقط يجب التنبيه إلى أن الوقت لن يتغيَّر تلقائياً عند تغيير المناطق الزمنية، فمزامنة الوقت مع الهاتف تحدث مرة واحدة عند الاقتران. يمكن حينئذ ضبط الوقت يدوياً أو إلغاء وإعادة الاقتران. أما خاصية المنبه، فقد قمت بضبط قوة التنبيه على أقصى درجة متاحة، ولم تفشل الساعة ولا مرة في إيقاظي، فهي تستمر في الاهتزاز المتواصل لمدة 5 دقائق متصلة حتى تقوم أنت بإيقافها يدويا.
أما ساعة الإيقاف والتي يمكن الوصول إليها من قائمة الساعة الرئيسية ويُرمز إليها بكلمة “stop” فيمكن تفعيلها والضغط مرة أخرى على زر التحديد لبدء العد، لكن سيكون من المزعج نوعاً ما متابعة تقدُم الوقت بسبب ما ذكرناه سابقاً عن تقنية الخلايا. أما المؤقت، والذي يُرمز له في قائمة الساعة الرئيسية بكلمة “timr” فيمكن ضبط قيمته عبر تدوير التاج ومفتاح التحديد، وبرأيي أنه أقل تأثراً بلمس الخلايا أثناء التحديث إلا إذا كنت تحتاج لضبطه على ثواني قليلة.
وإذا تحدثنا عن خاصية الملاحظات، فلم أضطر للاعتماد عليها كثيراً، إلا أنها قد تكون مفيدة في حفظ بعض أرقام الهاتف لإملائها على شخص ما، أو إعداد قوائم تسوق بسيطة، أو تذكيرات بمهام ما تحتاج لمراجعتها.
عمر البطارية بالساعة مقبول جدا، فهي قد تستمر لأسبوع وأكثر مع الاستخدام المستمر دون الحاجة للشحن، وذلك بالطبع نظرا لعدم احتواءها على شاشة مضيئة.
الخاتمة
من الرائع جدا أن نرى شركة تقوم بتطوير ساعة ذكية للمكفوفين تعمل كلياً بطريقة برايل. قد تكون هذه الساعة في غاية الفائدة للصم المكفوفين، كما أنها قد تفيد جدا من لا يحتاجون إلى مزايا كثيرة في الساعة ويفكرون أكثر في الخصوصية. صحيح أن 4 خلايا ليست بالعدد الكبير، لكن ساعة بحجم 43 ميلي لا يمكنها استيعاب الكثير أيضا. كما أن شركة dot incorperation المسؤولة عن تطوير الساعة تستمر في تطوير المنتج وتحسينه وإرضاءه عملاءها، فهي الشركة الأولى في مجال التقنية المساعدة على ما أظن التي تقدم ترقية مجانية لمستخدميها من الجيل الأول من الساعة إلى الجيل الثاني. وعلى الرغم من بعض القصور في المزايا والأداء، إلا أن المنتج يبقى ناضجاً بالشكل الكافي الذي يمكِن المستخدم من الاعتماد عليه بشكل فعّال في حياته اليومية، كما أن سعره لا يبدو مبالغاً فيه بالدرجة الكبيرة مقارنة ببعض منتجات التقنية المساعدة الأخرى. هذا بالإضافة إلى أن الشكل العام للساعة مقبول وأنيق جدا ولا تبدو عليها الغرابة التي ترتبط بكثير من الأجهزة الخاصة القابلة للارتداء.
معلومات المنتج
- اسم الجهاز: dot watch 2
- المصنِع: dot incorperation
- الموقع الإلكتروني: https://shop.dotincorp.com/
- السعر: 399 دولار أمريكي.